المزيد

سفينة مصر

على امبابى

الآن وبعد مرور مايزيد عن نصف قرن من الثرثرة الفكريه والمجتمعيه ، هل مازالت سفينة مصر تبحر بلا هدف؟ هل للمثرثرين أبناء وأحفاد يكملون مسيرة الكيف الفكري؟ نصف قرن شهدت زخما من التغيرات السياسية والاقتصادية والسكانية، حرب 73 والانفتاح وعودة الإخوان المسلمين والإقطاعية المباركية و25 يناير 2011 و6/30/ 2013، ومصر الجديدة منذ 2014، واكب ذلك إسهال سكانى يلتهم التنمية والاقتصاد ويتغذى بالاستهلاك – فهل سفينة مصر مُسيرة كما هى وسط هذا الزخم، أم أن هناك مصرًا جديدة تحتاج فضفضة وحديث نفس؟

الثقافة والفنون من أهم المشاهد المجتمعيه التى تؤثر تأثيرا مباشرا فى المجتمع، الفن الحقيقى حى، يوثق الواقع برسائل تصل للنبوءات، خاصة عندما يكون الأديب أو المفكر أو الفنان ضميرا لعصره، وينقله بموضوعية وفنية تساهم بلفت نظر أهل صناعة القرار، لمشاركتهم برصد تغيرات نسيج المجتمع، واضعا يدهم على مواطن الخلل ليتداركوها.

وما أحوج مصر 2021 لفضفضة فكريه وتجديد للتراث الثقافى ، فمصر منذ 2014 تتغير بسرعة وقوة وتقدم، مصر كدولة خرجت من الدوامه ، وطرحت قيادة قوية، وتجديد للبنية التحتية ومشروعات عملاقة، وعاصمة إدارية جديدة ومصادر طاقة ضخمة، وأدوارا سياسية متشعبة ومحاولات اقتصادية مستميتة للوصول لبر الأمان، وسط أعاصير دولية وأنواء داخلية.

مصر 2021 استحدثت قيادة راعت الموروث بعين المستقبل، وأخذت على عاتقها رأب صدع المكان وتأمينه وحمايته فى عصر التحديات، خططها توسعية، طموحها عالمى، تصديها جذرى، ملفاتها متخمة بالأدران والصراعات الجينية، مصر 2021 تشهد دولة ومكان ومجتمع.
أما الدولة فتكافح لتصحيح السياسات والمؤسسات والتزام الحوكمة والتخطيط والسير نحو رؤية 2030، وأما المكان؛ فيشهد طفرة عمرانية باستثمارات خيالية ليلحق بركب القرن ويؤهلها للقادم، وأما المجتمع فهو المشكلة، المجتمع هو الناس، السلوكيات، القيم، المبادئ، التعليم، الصحة، الإعلام، الدين، الفن، الاقتصاد، الفكر والثقافة. تكافح دولة ومكان مصر 2021 للبقاء والاستمرار والتمكين، ويكافح مجتمع مصر 2021 لاستمرار الثرثرة الفكريه فوق مستقبل مجهول لنيلنا العظيم المهدد بسد النهضة، مجتمع 2021 هو سفينه بحريه تتخبطها الأمواج وتتقاذفها الأعاصير المُبحرة فى نيل عليه علامات استفهام، ستبقى مصر ويتطور مكانها وتكافح قيادتها.

بعد أوجاع 25 يناير وخلخلة السفينه وفتح المجارير ومسيرة الإصلاح ، تيقن أهل السفينة بأن ثورات الإصلاح أبقى من ثورات التمرد، ليثرثر جيل جديد فنيا وإعلاميا ودينيا وتعليميا، مع تحديث واختلاف المصطلحات والنماذج.

فضفضة سفينة مجتمع 2021، تنتظر تصحيح القيادة للمثرثرين، بتنظيف السفينة من الأدعياء، بتطهيرها من المكيفات الفنية والفكرية والمهنية والدينية، بتوازى إصلاحات المكان مع مجتمعه، بتمكين أهل الخبرة والرؤية، بتحويل السفينة لبارجة أو سفينة صيد أو غواصة كنوز. لا عودة لصور حطام مدن القناة أو انتظار قتل محاولات مصر للعبور الجديد، لإفاقة مجتمع 2021 وبداية التغيير.

فقد انتهى زمن الثرثرة وتتوارى الفضفضة احتراما لشمس يوم جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى