آدب وفنون
في ميدان الفن… د:محسن عطية
الفن التجريدى طريقة للرؤية بالعقل-1
بقلم :د. محسن عطيه
كان للعلامات وللخطوط والأشكال الهندسية البسيطةعلى الأوانى الفخارية والمنسوجات ورسوم الكهوف والصخورأغراضها التزيينية والرمزية، وهى بالتأكيد تمثل شكلاً من أشكال الفن التجريدى. وكذلك يمكن الإستمتاع بجمال الخط العربى دون قراءته، أى الاستمتاع برؤيته. وبدراسة فن الكهوف، يتضح أنه ليست اللوحات المذهلة للثيران والخيول والبيسون وحدها هى التى تستحق الاهتمام، فهناك كذلك الرموزالهندسية الأصغرالتى توجد كثيرًا بجانبها. فإن تلك الأشكال البسيطة تمثل تحولًا أساسيًا في المهارات العقلية لأسلافنا. والواقع أنه كان هناك وقت سابق عندما بدأ الناس اللعب بعلامات مجردة بسيطة. ولسنوات عديدة، كانت الدوائر والمثلثات والتماثيل التى بدأ البشرفى تركها على جدران الكهوف منذ 40 ألف عام، تمثل ذلك الوقت الخاص في تاريخنا، حيث إنشاء أول رمز بشرى. وهناك صورالسلحفاة المختلفة على السهول، وفى ولاية مونتانا بالولايات المتحدة، يظهرشكل السلحفاة في النقوش الصخرية، مثل مخلوق خارق للطبيعة، يلعب دورًا في خلق العالم. ويعود إلى وقت مبكر من بداية فترة ما قبل التاريخ . كذلك يلاحظ أن العديد من اللوحات الصخرية القديمة وأنماط النسيج وتصميمات الفخار، قد جسدت حقيقة رمزية بدلاً من محاولة تقديم الأشياء كما نراها. ومن المؤكد أن رسم تلك العلامات يدل على قدرة الإنسان منذ ذلك الوقت على تمثيل مفهوم بعلامة مجردة كشىء لا يستطيع أى حيوان آخر القيام به. وبالطبع أن هذا التميزهو أساس ثقافتنا العالمية المتقدمة. وهناك العديد من الكهوف الغامضة ، تلك التى لا تحتوى على لوحات كبيرة. ففى”البورتيللو” El Portillo في شمال إسبانيا، بعض “العلامات الحمراء”(بلون المغرة الوردى). وتتراوح الرموز التى عثرعليها هناك ،من نقاط وخطوط ومثلثات ومربعات ومتعرجات، إلى أشكال أكثر تعقيدًا مثل أشكال السلم ،وشىء يشبه عمودًا بسقف، وأشكال ريش.
الصورة:السلحفاة فى النقوش الصخرية فى ولاية مونتانا