مقالات

(ثورة ضد الحياة).

إبراهيم ياسين.
إن من حق كل إنسان أن يعرف حقيقة الحياة بينما لا يزال على قيدها، أما إذا كان عليه الانتظار لحياة أخرى، فلِمَ لا يكون هو صانع الانتظار؟.
انتظار من نوع آخر!
على البشرية أن تُوقف هذي المهزلة المشينة اللا إنسانية في حق الإنسان، إن كان هدفها هو أن يعيش الإنسان حرًا…!
فبدلا من الثورات التي لا جدوى منها كثورات الاستقلال وحقوق الإنسان و…إلخ ففي النهاية الكل يسير إلى الفناء،
ثورة حقيقية لمرة واحدة كافية لإنهاء كل هذا الشقاء والفناء.
ثورة عارمة تجوب الأرض ومن عليها، ثورة الإضراب العظيم والتوقف عن السير ولو خطوة واحدة، لتتوقف الحياة وتفنى….
وننتظر لرؤية ماذا بعد؟! انتظارًا يفضي إلى الحقيقة.
والأمثلة لا حصر لها على شقاء الإنسان الذي يمنح نفسه آلاف المسكنات لتبدو الحياة جميلة براقة، الكذاب الكبير!
ولكن نورد هنا الذرية والفكر فقط.
فالإنسان المسكين المبتلى بالفكر، وليس ثمة إنسان على وجه الأرض لا يفكر، فعندما ترى شخصًا ما يقتحم الصفوف كي تلتقطه كاميرا التصوير، دعه فإنه ليس بأحسن حال من الفنان، فهو مريض بأن تُخلده مجموعة خطوط وألوان مع أنه لو أمعن النظر، لأدرك أنه يُخلد الصورة نفسها! فمن سيأت بعده لن يأبه بأمره، بل فقط لو أن الصورة صار لها قيمة فنية ما، فسينصب الاهتمام على تحليلها هي لذاتها لا من أجل ذاته العفنة المتحللة!
وهذا الكاتب الذي يقتله المعنى، فمن ذا يكترث بأمر روحك المعذبة أيها البائس، فإن شاءت الأقدار وحُفظ إرثك البالي، فإن القارئ يقرأ نفسه في النص لا أنت أيها العدم، يقرأ حياته الجديدة التي لم ترها عيناك ولن.
وهذا المفكر الذي أضناه البحث في نفسه والحياة، سيرحل وهو غارق في العبث اللا نهائي، وسيستحيل ترابًا تدوسه الأقدام الجاهلة، وتركض فوقه البُهم يومًا ما.
ألا تسمعون بائعي الروبابيكيا وهم ينادون منذ زمان بعيد:
(كتب قديمة للبيع)… أليس من حق تلك الأرواح التي عانت وكتبت أن لا تباع بثمن بخس، وأن تُعامل بكرامة!
والأب المنهك لأجل أن يحيا أبناؤه، ويتحصلون على الشهادات والوظائف، لست سوى ترس في المهزلة أيها المكافح، من أجل ماذا؟! إنه الفناء!
وهذي الحمقاء التي تريد الزواج لأجل أن تسمع طفلًا ينادي غريزتها الكبرى، هو مثلك فان يا امرأة، فمن ذا سيذكركِ بعد جيل أو عدة أجيال!
إنها بحق لأمر يستدعي ثورة عارمة، ثورة ضد الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى