آدب وفنون

فسحة اللقاء

عادل منصور طليع
دَعِيهَا فسْحَة لِقَاء
لِلَحْظَة واحدة
الغَوْصُ في أعماق بحركِ
تَبْحَث الرغبات
تَتَمعن بالنظر
عيونكِ حين تَتَحدث
نُنَعِّم بالحوار
تَعزِفُ الْأَلْحَان على أَوَتَار الشَّوْق
تَبُوح بِأسْرَار الهوى
تَنَاثَرَتْ كأوْرَاقُ شَجَرِ الخَرِيفِ حُروفهَا
أَجَمَّعهَا حرف حرف
اُنْسُج مِنها الْكَلِمَاتِ
تَسْكُنُ في الذِّهْنِ وَتُعيدُ إِحْياءها
أَعُرِّج بَيْنَ تقاسيم وجهكِ
أَتَابَع كُل تَأْثِيراً حدَث
حِين تَوَهَّجَتْ وَجَنات الورد
تَنَعُّم بِالرَّبِيع
يَتَصَبَّب النَّدَى مِنْهَا
تُطَبِّق الشِّفَاه على الصَّمْت
أُحدثَّها بِهَمْسٍ
لُغَة الْعُيُون
تَتَلَقَّى النِّدَاء
هبَّت نَسَمَة عِشْق
تَسْتَرْخِي الْحَوَاسّ
نُعَدِّ الْعُدَّةِ لِلْوَدَاع
يَسْتَدِير الْقُوَّام
تَبْقَى رَائِحَة الْمَكَانُ
تَفُوح عطرُ الشَّغَف
التفاتةٌ أَخِيرَة
دَعْ اللِّقَاء يتكرَّر
عَلَى عَجَلَةٍ حَدَّد لَهُ مَوْعِداً
أَصْرَخ منادياً
فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ
حانَتْ مِنْها الْتِفاتَةٌ
تُلِبِّي مَشَاعِرهَا النِّداءَ
كَأَنَّنَا لَمْ نَلْتَقِي
يتجدَّد اللِّقاء
نَظَرَةٌ و إِعْجابٌ
همسٌ وهيامٌ
غَازَلنِي هَوَاكَ عابثاً
ردّدت الجوابَ لَها
كُنْتِ منِّي كَنَفْسِيّ
ذهَبت الرُّوحُ إلْيهَا
سَكَنٍ وَسَكِينَةٍ
هَكَذَا كُنْتِ منِّي
الرُّوحُ عندكِ
جَسَدٌ دونَ حَياة
حِين يَقْتَرِب مَوعِد وَداع
الوُجُودُ وَحْدَهُ
تَدُومُ الحَياةُ مَعَهُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى