مقالات

المخطط الاثيوبي الدولي والجهد المصري:(١)

لقد خصنا سعادة الوزير المحترم بالمتابعه والنشر شكرا.

محمد نصر علام

اكتب هذا البوست لايضاح بعض الامور للمهتمين بالأمن المائي المصرى وللشباب الوطني لتوضيح الابعاد الحقيقية لما تواجهه مصر من تحديات فى هذا الشأن. وانا رغم ترددي فى الكتابة فى هذا الموضوع فى الظروف الحالية، الا أن البوستات التى اراها من هنا وهناك، مع افتراض توفر الاخلاص والغيرة الوطنية على مصر، ينتقصها معرفة الحجم الحقيقي للقضية وتحدياتها، وتحاول ان تدب روح الضعف والاستسلام لدى الشباب وتضعف من المجهود المبذول لحماية الامن المائي المصري. والتحديات التى تعرضت لها ومازالت الدولة المصرية، بهدف التعدى على حصتها المائية متعددة ونذكر منها على سبيل المثال مايلي:
١. هناك هدفا غربيا قديما لتقليل حصة مصر المائية من نهر النيل، وذلك لتحجيم مصر ودورها الاقليمي. فتقليم أظافر مصر الدوري، استراتيجية قديمة كانت تتزعمها اوروبا بقيادة بريطانيا وفرنسا واسبانيا والبرتغال منذ وقت الحروب الصليبية ودور مصر الرئيسي فى القضاء عليها، والأن القوى الغربية (فى رأيي الشخصي) مستمرة فى هذه الاستراتيجية
٢. حفر قناة السويس وتشغيلها، احدى العناصر الرئيسية التى زادت من قيمة مصر الاستراتيجية وجعلتها جاذبة لمحاولات السيطرة الغربية على مصر، اما بالاحتلال العسكرى أو الاقتصادى أو…..
٣. ثورة ١٩٥٢، وطرد الانجليز من مصر والسودان، كانت علامة فاصلة فى التاريخ المصرى- الغربي، ثم مشروع السد العالى والتأمر الدولي لايقافه لمنع مصر من زيادة ايرادها المائي، كان سببا مباشرا للحرب الثلاثية على مصر (بريطانيا وفرنسا واسرائيل)، واندحار هذا العدوان كان من الأسباب الرئيسية للقضاء على الامبراطورية البريطانية
٤. اتفاقية ١٩٥٩ مع السودان، كانت ضربة قاصمة للتحالف الغربي، وحاولت بريطانيا والولايات المتحدة وأثيوبيا كل ما نستطيع تخيله من مؤامرات وتربيطات لضرب العلاقات المصرية السودانية وعدم عقد هذه الاتفاقية ولكنها لم تنجح. وبذلت بريطانيا محاولات متعددة للمشاركة فى المفاوضات باسم دول الهضبة الاستوائية وغيرها، ولكن نجح عبد الناصر فى التعامل مع كل هذه المؤامرات وعقد هذه الاتفاقية الدولية
٥. كان الرد الغربي على اتفاقية ١٩٥٩، والبدء فى مشروع السد العالى، هو قيام الولايات المتحدة الامريكية بارسال بعثة ضخمة من مكتب اصلاح الاراضي الامريكى لوضع مخطط لسدود أثيوبية تمنع مصر من الاستفادة من مميزات السد العالى، وبالفعل صدر تقرير رسمى فى الستينات من القرن الماضى وبتصميمات ابتدائية لأكثر من ٣٠ منشأ مائي على النيل الأزرق وفروعه للتحكم الكامل فى مياه النيل الأزرق، ومجموع سعات هذه السدود مجتمعة كانت اقل قليلا من سعة سد النهضة!!
٦. نتيجة لسياسات ﻋﺒﺪ الناصر مع أثيوبيا-هيلاسيلاسي، تراجعت أثيوبيا عن البدء فى تنفيذ هذا المخطط فى ذلك الوقت، ولكن مع حرب ١٩٦٧ تم بناء بعض المنشأت الصغيرة على النيل الازرق واستمرت هذه الانشاءات بعدها لسنوات وحتى اليوم
ونستكمل حديثنابأذن الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى