صلاح خطاب فى حب مصر ..مصر أم الدنيا

- ا.د. صلاح خطاب
- صلاح خطاب فى حب مصر ..مصر أم الدنيا
قال المؤرّخ اليوناني هيرودوت عنها: مصر هي هبة النيل، نعم فأصل وجودها هو نهر النيل العظيم، إضافةً إلى عزيمة وحب أولادها لتلك الأرض التي وهبتهم المعنى الحقيقي للحياة منذ قديم الزّمان، فتلك الأرض العظيمة هي أرض الحضارة والتّاريخ العريق على مر العصور
مصر هي الأرض التي قامت عليها حضارة من أعظم الحضارات التي مرّت على تاريخ البشريّة ألا وهي الحضارة الفرعونيّة القديمة، والتي لا تزال آثارها شامخةً حتى الآن تشهد على عظمة المصريّين القدماء الذين تحدوا كل الصّعاب، وظلّوا صامدين في وجه الزّمان وتقلباته، فالآثار الخالدة أكبر دليل على ذلك. كل من يزور مصر لا بد من أن يتمتع بمشاهدة تلك الآثار، مثل: أهرامات الجيزة ومعبد رمسيس الثالث ووادي الملوك والملكات، وما يُميزها حقًا هو أنّها في قلب قارات العالم القديم، بحيث إنّها نقطة التقاء ثّلاث قارّات كبرى؛ آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتقع في وسط العالم العربي، إذ يحدّها من الشّمال البحر الأبيض المتوسّط، ومن الجنوب دولة السّودان ومن الغرب دولة ليبيا، ومن الشرق البحر الاحمر ودولة فلسطين. تتمتّع مصر أيضًا بمكانة سياسيّة أخذتها من موقعها الجغرافي في قلب العالم القديم والحديث، بحيث إنّ وجودها همزة وصل بين الدّول والقارات، كما أنّ جو مصر المعتدل وإطلالتها على بحرين من أهم البحار جعلت منها مصيفًا للكثير ممن يعشقون الطبيعة
مصر هي أصل العلوم والفنون والثقافة والتنوع، وهي منارة العالم العربي والإسلامي على مر العصور، فهي الحصن المنيع والجوهرة، وهي بلد الخيرات، كما أنّها الدولة الوحيدة التي ذُكر اسمها في القرآن الكريم، إذ قال الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}.[٢] ما أجمل الشعب المصري وما أطيبه! فالكرم تجده عندهم، بالإضافة إلى الأخلاق الحسنة والصدق والشجاعة وروح الفكاهة التي لا تلمسها في أيّ شعب آخر، كما أنّنا نتعلم منهم حب الوطن والانتماء إلى الأرض، فالمصريون مستعدون للتضحية في سبيل بلدهم، والتصدي لأيّ عدوان، وبذل الغالي والنفيس لأجل أرضهم، يقول محمود محمد صادق: بلادي بلادي فداك دمي وهبت حياتي فدى فاسلمي غرامك أول ما في الفؤاد ونجواك آخر ما في فمي
- مصر أم الدنيا بالعناصر حيث تتميز مصر بجمالها وروعتها، كما تتميز مصر بموقع جغرافي وسياسي والذي يجعلها من الدول الفاعلة على مستوى العالم
مصر أم الدنيا ليس لقب يطلق على مصر هباء، ولكنه يعبر عن حقيقة وجود مصر في هذا العالم. كما إن مصر أرض الحضارات ومهد العلوم والفنون على أرضها الأزهر الشريف، منارة العلم الإسلامي لكل بقاع الدنيا. مصر الأبية التي وقفت صداً منيعاً ضد أعداء الدين، كما وقفت كالصخرة الصلبة التي تحطمت عليها غرور وكبرياء الدول الإستعمارية. حيث لم تستطع أي دولة مهما كانت قوته أن تسيطر على مصر أو شعبها. مصر التي استطاعت أن تحمي العالم كله، من التدمير وبطش التتار. فمصر هي من وقفت أمام المغول، الذين جاءوا لهدم الحضارة واندثار العلوم والفنون والثقافة. وكانت ستذهب وتحطم أوربا بأكملها، لولا إن وقفت مصر في وجهها واستطاعت أن تعزم جيوش المغول الجرارة. وتمنعها من تدمير حضارات العالم. مصر هي رمانة الميزان في الشرق الأوسط، فهي الحصن المنيع للعرب والمسلمين في جيشها بمثابة خط الدفاع الأول عن الدول العربية والإسلامية.
مصر للجميع يطمأن على أرضها كل أضياف العالم اللهم احفظ وطني مصر من كل شر وسوء ومن حقد الحاقدين