آدب وفنون
رواية عريس الأميرات الأربع

نبهان رمضاننبهان مجموعة نصوص في نص
الفكر النبهانى عالي جدا في روايتنا , فقد ناقش ببراعة الأحداث السياسية على الساحة العربية من حيث الإيجابيات والسلبيات بطريقة سلسلة دون النصيحة المباشرة عبر الشخصيات الأساسية والتى تعد على الأصابع فلا تضيع الأحداث من القاريء , بل تجعله منتظرا ماذا سيحدث , وهو في ذلك مستوعبا الماضي خاصة فترة الإسلام المثالية , وهى فترة الخلفاء الراشدين وفترة الفاروق عمر بن الخطاب والتى وصمت بالعدالة المطلقة , والعلاقة الموفقة بين الخليفة أو الأمير وبين العامة أو الشعب أو قل المواطنين , وبلباقة شديدة وعقل راجح , يثبت أن الفشل السياسي لا يأتى من الرأس متمثلا في الرئاسة فقط , ولكن يشارك في الفشل القاعدة من الشعب بتخازلهم وكسلهم وحب الأخذ دون العطاء, أو عدم فهم الحقائق كما يجب
ويحقق المعادلة التى تقول رب ضارة نافعة , ففي كثير من الأمور الصعبة أو الكوارث التى يصاب بها الإنسان تكون نافعة فالشيخ جليل كان فاسدا وبموت أولاده وزوجته أفاق من سباته الى حظيرة ربه وعمل الخير وكان سببا لهداية الكثير ومنهم العاهرات
فلا ينظر أى منا الى أخيه نظرة احتقار فالأمور تبدل بين لحظة وأخرى
وهنا الكاتب عبارة عن مجموعة نصوص روائية كما قال الناقد الفلسطينى عز الدين المناصرة أن أى نص عبارة عن مجموعة فسيفساء لنصوص سابقة , فالكاتب تأثر بصاحب نوبل الروائي القدير نجيب محفوظ واستخدم إسم أحد شخصياته المؤثرة في أولاد حارتنا ” الجبلاوى مع اختلاف الاستخدام فجبلاوى المحفوظي اسقاطا على القوة العليا المدبرة بينما جبلاوى نبهان هو شخصية فاسدة وهو شيطان دار الندوة في العهد المحمدى صلي الله عليه وسلم وهو العريس في الآخر لأنه الشيطان الذى نفذ ما أراد
والكاتب كأنه يقول من لم يفهمنى فكأنه أكل لحمى كما أكلوا لحم شيخ الدهليز والعبارة هنا تشي بالسواد القاتم
(وقف الوالي الأعظم يعلن للأمراء الأربعة و الشيخ جليل أن هذا اللحم الطيب حلو المذاق، لحم ذلك الرجل القابع في الدهليز.)
واستخدم من رواية رابعة التوبة بعد الإنغماس في الفساد واستخدم رجوع رابعة وتوبة الحرامي الذى أصبح عابدا مستجاب الدعوة كصافيناز وزكريا
واستخدم الصوت الذى يمثل ضمير الكاتب وينصح بعبارات عميقة كمجذوب صوفى كما في الرجل الغير معروف الذى يلمح بعبارات ليفهمها من فهم
( الجبناء هناك فوق الجبل ينتظرون لحظة الانهماك في حصد المغانم؛ ليحصدوا منها دون عناء.)
واستخدم الشائعة وكيف تغير المجتمعات الى الأسوأ وخاصة العامة من القرآن وحادثة الإفك ومن الحرب العالمية وشائعات هتلر من خلال المنشورات التى ترمى من الطائرات على العدو
نبه على الوزارات والمسئوليات كما ادخل عمر الفاروق نظام الادارات عن الفرس
ادارة المال للأمير شعيب والسوق للشحاذ التائب والطعام والاعمال للأمير حكم والزكاة للأمير سابق ولم ينس أن يشرك المرأة فأسند اليها ادارة الطعام كما أسندت الحسبة للصحابية نسيبة في عهد عمر ابن الخطاب
ولم ينس الكاتب قضية مقتل عثمان وسببها الخلاف على التعيينات التى لم تعجب البعض كما فعل جليل في تعيين الشحاذ وزيرا وصافيناز وزيرة رغم تاريخهما السابق الغير مشرف ولكنهما تابا
ويلفت نظرنا الى شيئبن مهمين وهما اختيار الحاشية وعدم الإتكال عليها أي على الوزارات فلابد من مباشرة هموم وحياة الناس من الحاكم والأمير بنفسه زيارات مفاجأة وليس معد لها ليري الحقيقة والواقع الغير مزين للحاكم , ويذكرنا باذاعة صوت العرب في نكسة 1967م مع العدو الإسرائيلي ,فنحن مهزومون والإذاعة تبث أننا انتصرنا ودحرنا العدو , فجليل لما اختار الأمراء اختارهم من نفس العينة السابقة الفاسدة واختار العمال الغير جديرين بتقدم المدينة فانقلبت الأمور للأسوأ , والأمور ابدأ شكليا بالصلاح ثم يظهر عوارها , وهنا استرجع إمارة عمر الفاروق وكيف كان يعرف أمور الناس بنفسه متخفيا ليلا بما يسمى العسس وحادث العجوز مهورة وحمله لها الدقيق على ظهره وهو الخليفة ولما سألها قالت ضيعنا عمر
وقضية الغواية كما حدثت مع يوسف عليه السلام فاستعصم فكذلك الشيخ جليل استعصم وكان سببا في الهداية للعاهرات
ومن أجمل ما قص حكاية زكريا وموت امرأته نتيجة جشع أصحاب المصانع ومشي طفله على جثة أمه المريضة
ويذكرنا بحريق القاهرة وكان بفعل فاعل من القصر نفسه , ويذكرنا أن من المهم اقتصاديا فتح المصانع لا إغلاقها حتى تنتج ويعمل العاطلين وطالبي العمل الشريف
ومن مميزات الكاتب
1-سهولة السرد والتمكن من الحبكة فالخيوط دائما في يده فكأنه ينحت أشخاصه بدقة نحات أو مثال فيجعل من الشخصية حقيقة تدخل الى ذهن وقلب القاريء
2-استخدام تقنيات الحداثة من التقديم والتأخير , مستبعدا الخيال الجامح والرموز البعيدة ,واستخدم الحلم للإسقاط كما فعلت صافيناز
3- فمن يمعن القراءة يجده يصف عالمنا الحاضر من خلال شخصيات الرواية , جليل وعزيزوعاصم والأمراء الأربعة وصافيناز وبرديس والشحاذ الغني الفقير نتيجة لهوه وعبثه
4- ينقض بلا مباشرة , فيجرم الخمر بنتيجتها من التكاسل والغياب عن الوعى ومن ضرب المجتمعات بالتأخر الإقتصادى , فلا يمكن تقدم بغير أمم يقظة
5-نبه من العنوان أنه لا يمكن علاج مشكلات المجتمع بالإتفاق مع الفاسدين , ومن ثم زواج الشيخ جليل من بنات الأمراء الأربع , وكأنه يشير الى التزاوج بين الأحزاب لمصلحة الأحزاب وليس لمصلحة الوطن , وقضية التزاوج للمصلحة كانت قديمة حتى تزوجت أميرة مصرية من شاه إيران , وكان زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم للتقريب ومصلحة الإسلام وليس لمصلحة شخصية فتزوج من حفصة ابنة عمر الفاروق من أجل عمر ولأن عمر عرضها على الصحابة فرفضوا زواجها , وكزواجه من أم سلمة وهى كبيرة لتكريمها ولإعالتها وزواجه من عائشة من أجل صديقه أبوبكر وهكذا
6-من تقنياته الحلوة يدخل للحدث بطريقة غير مباشرة ووصف الشخصية دون أن يذكر اسمها الا بعد وقت ويصف من خلالها بعد ذلك ما يحدث في السياسة والمجتمعات
7-قلة الأشخاص كعزيز وعاصم أصحاب الحانة , وصافيناز وبرديس وزكريا وصفاءوالشحاذ تقريبا في الجزء الأول من الرواية ثم أضاف الأمراء
ثم يدخل أشخاص جدد تدريجيا ليزيد من الحبكة القصصية كجبلاوى وسافر الأمير والأمراء الأربعة
ويزيد من الدراما حيث يقسم الحكاية الى أناس يتفوقون على أناس فتكون الغيرة والحقد كما حدث مع عزيز وجليل وبرديس وصافيناز ملكة الخير بعد الليل
تنبيهات لابد منها
1-التكرار في ألفاظ يمكن الاستغناء عنها وتكون الجملة جميلة وصحيحة , فهذه الألفاظ زائدة أو الضمائر لو حذفت ما غيرت في الجملة شيئا ( كل , الذين , التى , هو , هناك , وتلك وحتى واستخدام الواو بلا فائدة , وهذا وذلك , ولها , ولكن, أحد, كأن, , أى , كاد والآن وأي وأنني )
وكثيرا ما يكرر حتى ويمكن الاستغناء عنها باللام ,أو الفاء ويستخدم الذين ويمكن الاستغناء عنها بمن
وما إن نهض من سجوده حتى رآها تقف أمامه(وما وإن زائدة وحتى لعدم تكرارها يكفى الفاء (نهض من سجوده فرآها تقف أمامه )
اتسعت عين الشيخ من تلك المفاجأة، وتعجب من فعلتهم تلك حتى تقيأ كل ما أكله من لحم، وهم يضحكون و يسخرون من الشيخ
اتسعت عين الشيخ من المفاجأة , وتعجب من فعلتهم حتى تقيأ ما أكله من لحم , يضحكون ويسخرون من الشيخ ( أنظر بعد الحذف هل نقص شيء بالمعنى )
وقف الوالي الأعظم يعلن للأمراء الأربعة و الشيخ جليل أن هذا اللحم الطيب حلو المذاق، لحم ذلك الرجل القابع في الدهليز.(وقف الوالى الأعظم يعلن للأمراء الأربعة والشيخ جليل أن اللحم الطيب حلو المذاق , لحم الرجل القابع في الدهليز )
بديعة.عيون لا تهاب أحدًا. نظراتها حادة جريئة تصيب الفريسة في سويداء القلب، صدرها ناهد, نافر( ناهد تعنى نافر تكرار) يضيق
ليس فريقا واحدًا،( بل عدة فرق،( تكرار )
فى المقدمة سطر واحد يكفى والباقى استطراد بلا فائدة
2- لست معه في ذكر اسم مشبوه كإسم الراقصة صافينار
3-بعض الأخطاء النحوية والجمل التى ليست في محلها
(والراقصات المبدعة وهى الرقصات المبدعات )
أسودَ )أسودا )قصيرا شفافا في معظم أجزائه، يحيط جسدها كأنه برواز يزين لوحة فنية نادرة
تقدمت نحوه بخطوات ثابتة محدثه جلبة، ( خطوات ثابت وجلبةلا يجتمعان )
(وجدت رجلا بلحية بيضاء يقف،وظهره للباب،( جملة في غير محلها تصف رجلا لم تره الا من ظهره )يصلى ويتلو القرآن في صلاته، وينتحب وتنسال الدموع من عينيه حتى يختنق صوته يصمت برهة؛ حتى يستجمع قواه ثم يعاود تلاوته.
وطلب منه أن يغتسل في إحدى الحجرات( جملة غير منطقية )،
بين الماضي و الحاضر يبقى رابط جوهري يستحضر الأحداث.
4- ليس من المنطقي أن من يستدل بالآيات بذكر رقم الآية والسورة وقتها ولكن يمكن عمل هامش لذلك
الشاعر وحيد راغب