آدب وفنون

رسالة (طيف الغريبة)

إبراهيم ياسين
عزيزتي/ الغريبة
قولــــي لطيفــــك ينثـــني
عن مضجعي وقت الوسن
كــي أستريـــــح وتنطفـــي
نــــار تأجــــج في البــدن
دنــــف تقلبــــه الأكـــــــف
علـى فــراش مـن شجـــن
أمــــا أنـــا فكمـــا علـــمت
فهل لوصلك من ثمن؟
اقتبست لكِ من ديك الجن هذا الصباح.
عزيزتي؛ إذا كان طيفكِ هو كل ما أملك،
فهل يُعقل أن أطلب منه أن ينثني مهما كان حالي؟
لعمري؛ إني أنتظر أن يحوم بروحي عند مطلع كل فجر،
وليس لي من بعد ذلك مٌنية.
كم أنا في غبطة هذه الأيام إذ يحضر، وأجلس في حضرته.
أخذته في نزهة على أحد فروع النيل المنسابة في غنج،
تلك التي تشق الحقول المزهرة بالعشق الإلهي،
والأخضر الشفاف البراق.
افترشنا الحبق النائم على الجسور؛
قرأت عليه مقطوعة من الأدب الفرنسي على أنغام موسيقى حفيف الشجر، وإيقاع مداعبة الموج الخفيف للشط، وهديل اليمام الدافئ على الكافور.
ورائحة القهوة على الفحم تنصت، وتناغي الطبيعة.
ثم سألته: هل تجيد الإلقاء؟
فلتقرأ علينا من شعر العذريين، ورشحت له قيس،
فلتكن (المؤنسة) قال، وفعل.
إيهٍ.
هنالك صفصافة جميلة تميل برأسها على صدر النيل،
تستطيع أن تقرأ (المواكب) لجبران تحتها عند الشفق.
وفي موعد آخر؛ التقط إن أردت صورا تفوح برائحة الجنة.
وإن كان هنالك وقت كاف، سنذهب لجزيرة وسط النيل مملوءة بالموالح، وشدو العصافير القروية، والألوان الخلابة، والسمك الطازج.
ودعني بقبلة طيف لا ملمس لها، فروت عطشي.
ودون أن يشعر أخذت منه تذكارا لكِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى