كتب: أحمد البلقاسى مدير مكتب كفر الشيخ
خرج الطفل لشراء لمبة بدلا من المحترقة، وحينما عاد أحضرت والدته سُلَم لتصعد عليها وتغير اللمبة، إلا أنّه أصر على تغييرها بنفسه، مؤكداً أنّه رجل كبير، وليس مجرد طفل.
ظل الصغير، يمازح والدته، وما أن أمسك بـ«دواية» اللمبة محاولا فك القديمة لاستبدالها بالجديدة، إلا وصعقته الكهرباء فجأة، فظل يصرخ، بينما حاولت والدته إبعاده عن السلم، لكنها فشلت حتى سقط طفلها جثة هامدة أمام عينيها.
تلقى اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، إخطاراً من العميد أحمد المغازي مأمور مركز شرطة الفيوم، بورود إشارة من شرطة النجدة، تفيد بوفاة طفل صعقاً بالكهرباء، أثناء قيامه بتغيير لمبة محترقة داخل منزله بقرية مطرطارس بنطاق المركز.
انتقل على الفور ضباط مركز شرطة سنورس، برئاسة المقدم هيثم طلبة رئيس مباحث المركز إلى مكان البلاغ، وعثر على جثة الطفل عبد الله محمود، الذي لقي مصرعه صعقا بالكهرباء، وحوله أسرته تبكي وتنتحب، بينما والدته أصيبت بصدمة وتعالت صرخاتها.
قالت أسرة عبد الله، في محضر الشرطة، إنّ لمبة الصالة احترقت، وأثناء محاولة الأم تغييرها، أصر الطفل على استبدالها بنفسه، وبالفعل صعد السلم لتغييرها، لكن حدث ماس كهربائى مفاجئ في دواية اللمبة، وصعقته الكهرباء أمام عين والدته، لتنتهي حياته بصورة مأساوية، ستترك ذكرى مؤلمة لوالدته طوال عمرها.
تم نقل جثة الطفل عبد الله، إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام، تحت تصرف جهات التحقيق، التي صرحت بتسليم جثمان الطفل لذويه عقب إنهاء الكشف الطبي عليه، وعمل تقرير بأسباب الوفاة، وإصدار تصاريح الدفن، لتتمكن أسرته من تشييعه إلى مثواه الأخير في مقابر أسرته بقرية مطرطارس.
وتوجه العشرات من أهالي قرية مطرطارس إلى منزل الطفل، لتقديم واجب العزاء، وتقديم الدعم النفسي لوالدته، داعين لها بالصبر والسلوان على فراق فلذة كبدها، وأن يبارك لها في باقي أبنائها.