همسات نسمات ( ٦)
همسات
نسمات ( ٦ )
كتبت. : هناء البحيري
مؤلمة الكسرة عندما تأتي من أقرب الناس
و ظل هذا الحال مع نسمات حتى مر على زواجها ستة أشهر و فى يوم حدث مشادة كلاميه بين نسمات و جملات و إنهالت عليها جملات بالشتائم و اللوم على أشياء كانت تجهلها فى شغل البيت و لم تتحمل نسمات الألفاظ التى كانت تخرج من فم جملات و بدون أن تشعر نسمات وجدت نفسها تجرى فى الحارة حتى بيت أبيها و عندما فتحت لها أمها الباب إرتمت بين أحضانها و إنهالت فى البكاء و ظلت حمديه تضمها بشدة لحضنها و هى تسألها ما بكي يا بنيتى و لكن نسمات لا تتكلم كان يكفيها البكاء الشديد و أنفاسها العالية و ظلت بين أحضان أمها حتى هدأت و كانوا إخواتها يراقبوا الموقف بحزن و دموع الأطفال البريئة و قالت نسمات أتوسل إليكي يا أمى لا أريد أن أرجع لهذا البيت مرة أخرى فأنا أشعر بأني فى سجن من العذاب و قالت لها حمديه ظلي هنا حتى يعود والدك من السفر فهو يعود بعد يومين و جلست نسمات تحكي لأمها عن أفعال جملات معها و كيف تتفنن فى إذائها و كانت نسمات تحكي و حمديه تتعجب كما قالت نسمات و يزعجني أكثر يا أمى هو إقامتى فى الغرفة المجاورة لها فكل يوم فى الصباح تحكى جملات عما حدث فى غرفتى فى الليل مع زوجي يا أمى أشعر أحياناً أننى عارية الجسد أمامها و قالت حمديه و زوجك يعلم كل هذا ضحكت نسمات بستهزاء و قالت زوجى لا يعرف إلا أمه فقط هل تتصورى يا أمى أنه يأتى من عمله فى الساعة السابعة بعد المغرب و يظل جالس بجوار أمه حتى يدخل لينام و يسأله عن صحتها و عن طعامها و لم يهتم بي فى أى شيء يا أمى أتوسل إليكي أن لا أعود هناك مرة أخرى أشعر أني أعمل خادمة لديهم حتى الخادمة لها أجر أما فلا و فسرت حمديه الوضع و قالت هذه السيدة تغار على إبنها من زوجته لذا يحدث هذا فقالت حمديه هدئي من نفسك حتى يعود والدك و مر اليومين و كانت نسمات تجلس حزينة و هى تنظر لإخواتها و هم يلعبوا و كانت تتمنى أن يعود الزمن بها للوراء و عاد برهان من السفر و علما بما حدث اكن رد فعله كان غريب عندما صاح فى وجه حمديه و قال لماذا لم ترجعيها إلى بيتها ثم قال لإبنته أنتى الأن زوجة يجب عليكى أن تتعودى على حياتك الجديدة و تقبليها كما هى بحلوها و مرها ثم قال سأرتاح من السفر لمدة ساعتين و أنتى يا نسمات جهزى نفسك بعد المغرب سآخذك إلى بيت زوجك ثم غداً نكمل
الكاتبة / هناء البحيرى